[ad_1]
حث مسؤول الطاقة الأعلى في تركيا يوم الثلاثاء على إزالة جميع القيود التجارية والمالية على التكنولوجيا النووية، مؤكدا أن الطاقة الذرية ضرورية لمستقبل مستدام.
أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بايراكتار أن الطاقة النووية تشكل حجر الزاوية في استراتيجية الطاقة طويلة الأمد في تركيا وأداة أساسية في تحقيق أهداف المناخ الطموحة في البلاد.
استخدم بايكدار خطابه عبر رسالة فيديو في المؤتمر العام الـ68 للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لتوضيح استراتيجية تركيا لإعطاء الأولوية لأمن الطاقة والتنمية المستدامة.
وأكد أن جوهر هذه الخطة هو التزام الحكومة بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر الصافي بحلول عام 2053، وهو الهدف الذي أشار إلى أنه لا يمكن تحقيقه دون اعتماد الطاقة النووية.
تستعد تركيا لارتفاع حاد في الطلب على الكهرباء – والذي من المتوقع أن يزيد بنسبة 4٪ سنويا على مدى العقدين المقبلين – مما دفع تركيا إلى تسريع توسيع مصادر الطاقة المتجددة إلى جانب الدفع الكبير نحو الطاقة النووية.
وأضاف بايراكتار “سنعطي الأولوية للطاقة المتجددة، لكن الطاقة النووية ستكون بمثابة ركيزة أساسية لمزيج الطاقة لدينا”.
تخطط تركيا لإضافة 7.2 جيجاواط من القدرة النووية بحلول عام 2035، مع هدف طويل الأجل يتمثل في 20 جيجاواط بحلول عام 2050، بما في ذلك المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs).
التركيز على Akkuyu، المواقع المستقبلية
تُبنى أول محطة للطاقة النووية في تركيا، أكويو، في محافظة مرسين المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وتتولى شركة الطاقة الذرية الروسية الحكومية روساتوم بناء المحطة.
ويتضمن المشروع الذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار، ويولد 4800 ميجاوات، أربعة مفاعلات، ومن شأنه أن يضع تركيا في النادي الصغير للدول التي تمتلك الطاقة النووية المدنية.
وفي العام الماضي، تم تحميل الوقود النووي في أول وحدة للطاقة. ومن المتوقع أن تنتج المحطة في نهاية المطاف نحو 10% من إنتاج الكهرباء المحلي.
وقعت تركيا وروسيا اتفاقية حكومية دولية بشأن محطة أكويو في عام 2010. وبدأت أعمال البناء في عام 2013 واكتسبت زخما في عام 2018.
ومع ذلك، تم تأجيل افتتاح المصنع وقال بايراكتار الأسبوع الماضي إن شركة سيمنز إنرجي الألمانية امتنعت عن توفير أجزاء رئيسية، مما دفع روساتوم إلى شرائها في الصين.
وقال إن عدم تسليم شركة سيمنز للمعدات سيؤخر إطلاق أول مفاعل في محطة أكويو لعدة أشهر. وأضاف أن القرار ربما ينبع من العقوبات الغربية بسبب حرب روسيا في أوكرانيا.
كانت تركيا تخطط في البداية لبدء تشغيل المفاعل الأول في عام 2023، لكن التأخير دفع ذلك إلى العام المقبل، على أن تدخل المفاعلات المتبقية الخدمة بحلول نهاية عام 2028.
وقال بايراكتار إن شركة روساتوم أبرمت بالفعل صفقات مع شركات صينية لإنتاج أجزاء مكافئة. وأضاف أن تركيا قد تدرس فرض غرامات على شركة سيمنز للطاقة.
وفي يوم الثلاثاء، أشار بايكدار إلى خطط لبناء محطات نووية إضافية في الموقعين الثاني والثالث، والتي لا تزال قيد المناقشة. وكانت تقارير قد أشارت في وقت سابق إلى محادثات مع الصين وروسيا وكوريا الجنوبية لبناء المحطات.
وتأتي تصريحات بايراكتار في خضم نقاش أوسع نطاقا حول دور الطاقة النووية في تحقيق أهداف المناخ العالمية، وخاصة بعد القرارات التي اتخذت في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 في عام 2023.
وأكد أردوغان أن الطاقة النووية لا غنى عنها لأمن الطاقة في تركيا وجهود الاستدامة العالمية، مشددا على أن العقوبات والقيود الحالية على التكنولوجيا النووية لا تؤدي إلا إلى إبطاء التقدم نحو هذه الأهداف.
التحول في استراتيجيات الطاقة
وقال بايراكتار “إننا ندعو إلى استخدام الطاقة النووية كجزء من “مستقبل أفضل”. ولذلك فإننا نؤكد على ضرورة إزالة جميع الحواجز، مثل القيود التجارية والمالية والعقوبات المفروضة على هذا القطاع”.
وأضاف أن “هذه العقبات لا تؤدي إلى تأخير التقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي فحسب، بل تعرض أيضا قدرتنا على تحقيق أهداف الاستدامة العالمية للخطر”، وحث صناع السياسات الدوليين على دعم التطوير المسؤول للطاقة النووية بدلا من عرقلته.
ومن المرجح أن يستهدف نداء بايكدار سياقا جيوسياسيا أوسع، حيث تظل التكنولوجيا النووية، حتى لأغراض الطاقة السلمية، خاضعة للتدقيق والسيطرة الشديدة، وخاصة في البلدان غير الغربية.
وأشار الوزير إلى أن الطاقة النووية تلعب دورا متزايد الأهمية في مساعدة تركيا على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق باريس، مع التركيز على خفض الانبعاثات بما يتماشى مع قرارات مؤتمر المناخ (COP28).
وتعكس تعليقات بايكدار أيضًا تحولًا أوسع في استراتيجيات الطاقة العالمية، حيث تزن البلدان فوائد الطاقة النووية ــ التي كانت مثيرة للجدل منذ فترة طويلة بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة وإمكانية استخدامها كسلاح ــ مقابل الحاجة الملحة إلى إزالة الكربون من شبكات الكهرباء.
وفي السنوات الأخيرة، كثفت القوى الكبرى مثل فرنسا والصين برامجها النووية، في حين أوقفت دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا، محطاتها النووية لصالح مصادر الطاقة المتجددة.
ومع ذلك، فإن تركيا تمضي قدماً في نهج هجين، يهدف إلى تحقيق التوازن بين الاستثمارات المتجددة والطاقة النووية لضمان أمن الطاقة وخفض الانبعاثات.
وفي منطقة غالباً ما تتسم بالاعتماد على القوى الأجنبية في مجال الطاقة، فإن طموحات تركيا النووية تشكل أيضاً خطوة نحو تقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة، وخاصة الغاز الطبيعي من روسيا وإيران.
وأكد بايراكتار التزام تركيا بتطوير الطاقة النووية السلمية والآمنة، معربًا عن التزامه المستمر بالتعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف أن تركيا ستظل ملتزمة بشكل كامل بضمان الاستخدام الآمن والسلمي للطاقة النووية، مضيفا “نتطلع إلى مواصلة جهودنا المشتركة لتطوير الطاقة النووية لصالح الرخاء العالمي”.
[ad_2]
Source link
اترك رد