[ad_1]
توصل العلماء إلى اكتشاف مذهل حول وفرة الفيروسات على الأرض، أبرزوا أن أعدادها تفوق بكثير عدد النجوم في الكون. ومن المثير للصدمة أنه مقابل كل نجم هناك ما لا يقل عن 100 مليون فيروس على كوكبنا. ومن بين هذه الفيروسات، تعد العاثيات هي النوع الأكثر شيوعًا، حيث تصيب البكتيريا وتؤثر عليها. يقترح علماء الأحياء الدقيقة أن العاثيات هي أكثر أشكال الحياة انتشارًا على كوكبنا.
تم العثور على هذه الفيروسات المرنة في بعض البيئات الأكثر قسوة، من الينابيع الساخنة الحمضية إلى البحيرات المالحة والصحاري والجبال وحتى الجليد في القطب الشمالي. في الآونة الأخيرة، توصلت مجموعة من الباحثين الدوليين إلى اكتشاف غير عادي: عاثيات بكتيريا جديدة في عينة رواسب تم جمعها من خندق ماريانا، أعمق نقطة على وجه الأرض، وتقع على عمق 8900 متر (29200 قدم).
وقال مين وانغ، الأستاذ في جامعة المحيط الصينية وأحد الباحثين: “على حد علمنا، هذه هي أعمق عاثية معزولة معروفة في المحيط العالمي”.
تمت تسمية هذه البكتيريا المكتشفة حديثًا بـ vB_HmeY_H4907. وهو يستهدف البكتيريا المحبة للملوحة، وهي البكتيريا التي تزدهر في البيئات ذات التركيزات العالية من الملح، والتي توجد عادة في الفتحات الحرارية المائية في أعماق البحار.
والجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العلماء عاثيات بكتيرية في خندق ماريانا. وفي عام 2022، عزل فريق آخر فيروسًا يسمى HMP1 من منطقة الهدال بالخندق، والذي يمتد على أعماق تتراوح بين 6000 متر إلى 11000 متر.
ما يميز vB_HmeY_H4907 هو الإشارة المحتملة لعائلة فيروسية غير معروفة سابقًا في أعماق المحيط. يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة حول التطور والتنوع والخصائص الجينية لبكتيريا أعماق البحار ومضيفيها.
عزل الباحثون vB_HmeY_H4907 من عينة رواسب تحتوي على سلالات بكتيرية محبة للملوحة. كشف التحليل الجينومي أن هذه العاثيات ليسوجينية، مما يعني أنها، على عكس العديد من أنواع العاثيات الأخرى، لا تقتل مضيفها. وبدلاً من ذلك، فإنه يصيب ويتكاثر ويستمر في الانتقال إلى الجيل التالي.
تشير هذه الدراسة أيضًا إلى أن العاثيات منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء المحيط وتحمل تشابهًا مذهلاً مع بكتيريا الهالوموناس. وهذا يثير أسئلة مثيرة للاهتمام حول التطور المشترك لهذا الفيروس ومضيفه في أعماق المحيط.
يخطط العلماء لإجراء مزيد من التحقيق في الخصائص الجينية لـ vB_HmeY_H4907، بهدف الحصول على فهم أعمق لكيفية تفاعل هذه الكائنات الحية الدقيقة مع مضيفيها والبقاء على قيد الحياة في مثل هذه البيئات القاسية.
يلخص مين وانغ عملهم بالإشارة إلى أنه “أينما توجد حياة، يمكنك المراهنة على وجود جهات تنظيمية تعمل”، مثل هذه الفيروسات في هذه الحالة بالذات.
ونُشرت الدراسة التي توضح تفاصيل هذا الاكتشاف في مجلة Microbiology Spectrum.
[ad_2]
Source link
اترك رد