[ad_1]
في إطار تعزيز الاعتماد على الذات اقتصاديا وتقليص اعتمادها على الواردات، ستسعى تركيا إلى تطبيق استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي في الطاقة والسلع الأساسية وغيرها من القطاعات الرئيسية، وفقا لخريطة الطريق التي أصدرتها مؤخرا.
ال برنامج متوسط المدى وتؤكد الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2025-2027، التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي، على نهج متعدد الأوجه للحد من الطلب على السلع الاستهلاكية المستوردة مع تحفيز الإنتاج المحلي للموارد الأساسية، مثل النفط والغاز الطبيعي والمعادن.
وبحسب البرنامج، ستكثف تركيا أنشطة الاستكشاف والإنتاج في الداخل والخارج، مع التركيز على دمج هذه الاحتياطيات في الاقتصاد لإضافة القيمة ودفع النمو.
وتتماشى هذه الاستراتيجية مع الرؤية الأوسع للحكومة في الحفاظ على مستويات مستدامة من الواردات، وتشجيع توسيع الصادرات وتحسين إمكاناتها في قطاع الخدمات.
وتستعد الحكومة أيضًا لتنفيذ سياسات تدعم التحولات الخضراء والرقمية، وتعزيز الامتثال للمعايير الدولية وتعزيز القدرة التنافسية للمصدرين الأتراك.
التوافق مع المعايير الأوروبية
يتضمن البرنامج متوسط الأمد تحقيق تقدم كبير نحو التوافق مع لوائح الاقتصاد الرقمي للاتحاد الأوروبي والصفقة الخضراء.
تخطط أنقرة لإنشاء الإطار القانوني لنظام تداول الانبعاثات الوطني (ETS) الذي سيتم تنسيقه مع آلية ضبط حدود الكربون التابعة للاتحاد الأوروبي (CBAM). وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل انتقال تركيا إلى اقتصاد أكثر استدامة وتنافسية.
ويولي مشروع MTP أهمية كبيرة لتشجيع الإنتاج عالي التقنية والإنتاج ذو القيمة المضافة.
ويتضمن ذلك توسيع الأدوات المالية المتاحة للمصدرين لتعويض التكاليف المحتملة الناجمة عن آليات تسعير الكربون الجديدة. ويهدف البرنامج أيضًا إلى تنويع أسواق التصدير في البلاد وتعزيز موطئ قدمها في الأسواق القائمة من خلال استراتيجيات مستهدفة وتدابير دعم للمصدرين.
وبالإضافة إلى ذلك، ستواصل الحكومة دعم جهود العلامة التجارية الدولية لتعزيز علامة “صنع في تركيا” على مستوى العالم.
ويحدد البرنامج القطاعات ذات التكنولوجيا العالية والقيمة المضافة العالية كمجالات رئيسية للنمو المحلي ويتعهد بتقديم دعم مستهدف للشركات العاملة في هذه المجالات. وبالنسبة للقطاعات التي تتميز بانخفاض التكنولوجيا وكثافة العمالة – حيث تتمتع تركيا حاليًا بمكانة قوية في السوق ولكنها تواجه انخفاضًا في الطلب العالمي – سيتم وضع استراتيجيات لتسهيل التحول القطاعي بالتعاون مع هيئات الصناعة ذات الصلة.
ولدعم المصدرين بشكل أكبر، تخطط الحكومة لتقليص أعباء الضمان من خلال شركة المساهمة لتنمية الصادرات، في حين سيعطي بنك التصدير والاستيراد التركي الأولوية لتمويل الصادرات ذات التقنية العالية والقيمة المضافة الخضراء والتحولية الرقمية.
الدبلوماسية التجارية الاستراتيجية ومبادرات الاستثمار
وتتضمن الخطة المتوسطة الأجل أيضًا خطة طموحة للدبلوماسية التجارية النشطة، مع التركيز على تعميق الاتفاقيات القائمة والتفاوض على اتفاقيات جديدة لفتح الأسواق المحتملة.
وتهدف الاستراتيجية إلى توسيع نطاق اتفاقيات التجارة الحرة الحالية.
وتسعى الحكومة إلى مواصلة تنفيذ مبادرة “آسيا الجديدة”، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التجارة التركية مع آسيا وتعزيز الاستثمارات.
وتتضمن المبادرة أيضًا إقامة شراكات أقوى مع دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية، بما يعكس التطلعات الجيوسياسية والاقتصادية الأوسع لتركيا.
وسيتم أيضًا بذل الجهود للاستفادة من التكنولوجيا المحلية لتقليل تكاليف العمليات الجمركية والتجارية، وهو ما يؤكد سعي الدولة إلى تحديث البنية التحتية التجارية.
استهداف عجز الحساب الجاري
ويعد تقليل الاعتماد على الواردات، وخاصة في القطاعات الاستراتيجية، أحد المكونات الأساسية لخارطة الطريق الاقتصادية الجديدة.
وتخطط أنقرة لتطوير “استراتيجية المواد الخام الحيوية والاستراتيجية” لتعزيز الإنتاج المحلي من المعادن والمواد الأساسية. وستحظى هذه المبادرة بدعم من التعاون الدولي، وخاصة مع منظمة الدول التركية، لضمان إمدادات مستقرة من الموارد الحيوية.
ومن المتوقع أن يلعب صندوق الثروة السيادية التركي دوراً محورياً في هذه الاستراتيجية من خلال الاستثمار في مشاريع التعدين التي تهدف إلى تقليل اعتماد البلاد على الواردات، وبالتالي تحسين الميزان التجاري وعجز الحساب الجاري.
ولتعزيز الأمن لهذه الاستثمارات، سيتم تقديم إطار تنظيمي جديد يحدد استكشاف التعدين باعتباره نشاطا في المصلحة العامة، مما يوفر بيئة سياسية واضحة ومفصلة للمستثمرين.
وتماشياً مع طموحات تركيا في تنويع مزيج الطاقة لديها، تخطط البلاد أيضاً لدمج الطاقة النووية في محفظة توليد الكهرباء لديها.
وسيتم تطوير مشاريع وتقنيات جديدة لتوسيع القدرة النووية، مع التركيز على زيادة توطين المعدات المستخدمة في محطات الطاقة النووية.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط تركيا لزيادة الإنتاج المحلي لجميع مركبات نظام السكك الحديدية، بما في ذلك مترو الأنفاق والترام والقطارات عالية السرعة، مما يؤكد التزامها بتعزيز قدرات التصنيع المحلية.
وتسعى أيضًا إلى ترسيخ نفسها كمركز بارز لإنتاج الأفلام من خلال دعم المشاريع الدولية، مما يشير إلى خطوة استراتيجية للاستفادة من سوق الإعلام والترفيه العالمي المربح.
[ad_2]
اترك رد